الموقع تحت الإنشاء
                                      الموقع تحت الإنشاء
                                      الموقع تحت الإنشاء

أهمية المعرفة اللغوية في سلامة تحقيق النصوص التراثية

أهمية المعرفة اللغوية  في سلمة تحقيق النص التراثي  د. الهدي بن ممد السعيدي  كلية الداب والعلوم النسانية - أكادير  مقدمة:  درج كث ي من الناس ف العهود الأخية على عد التحق يق عمل تقن يا يتل خص ف ج ع  الخطوطات والقابلة بينهصا، وتريصج اليات القرآنيصة والحاديصث النبويصة، وتشيصة الصصفحات  (1)  بالفروق بي النسخ والبحث ف العاجم عن معان الغريب وتراجم العلم ومعان الصطلحات،

وقد فات هؤلء أن التحقيق عمل مضن ومعاناة وتفكي دائم وتفكر، وقبل ذلك كله زاد علمي  كبي ج عه المارس من سنوات درا سته ومطالعا ته و سياحته العري ضة ف مالت التراث الكثية والتنوعة وسب أغوارها واطلع على أعماق فكر المة وقيمها الثاب تة وشخصيتها الشامة- كما  2  كان يردد الستاذ أحد ممود شاكر رحه ال.

  إن التحقيق من هذه الزاوية موقف وتصور، وصاحبه بعمله هذا – وإن كان يشتغل بكتب  التراث القدي ة – وعلى ع كس ما يعت قد الغرار لول وهلة من بعده عن الع صر وقضاياه ومشا كل  النسان الاضرة وهومه – مرتبط أشد الرتباط بذا العصر وتلك القضايا، وعمله ما هو إل موقف  من قضايا المة ومن ماضيها وحاضرها وتصور واضح لستقبلها، وقد انتفع الناس بهود الحققي ف  الجالت العرف ية الختل فة وبنوا علي ها أفكار هم وآراء هم، فلم تظ هر صورة الدب العر ب الشر قة  الوضاءة إل عند ما أخر جت إل الناس مام يع الدب ودواو ين الشعراء مضبو طة مق قة، ول يؤ سس  النقد إل بفضل إخراج نصوص النقد العرب القدي مثل كتب الاحظ وابن سلم المحي وقدامة ابن  جعفر وابن طباطبا العلوي وغيهم، ول تتدعم حركة العناية باللغة العربية والدفاع عنها إل بظهور  كتب اللغة ومعاجها، كما ل تزدهر الدراسات القرآنية والديثية إل بعد نشر أمهات كتب الفني  مصححة، وقس على ذلك مالت العرفةالعربية السلمية الخرى..

أهمية اللغة العربية

تعد اللغة العربية أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، و على اختلاف بين الباحثين حول عمر هذه اللغة؛ لا نجد شكاً في أن العربية التي نستخدمها اليوم أمضت ما يزيد على ألف وستمائة سنة، وقد تكفّل الله - سبحانه و تعالى- بحفظ هذه اللغة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون}،  و مذ عصور الإسلام الأولى انتشرت العربية في معظم أرجاء المعمورة وبلغت ما بلغه الإسلام وارتبطت بحياة المسلمين فأصبحت لغة العلم و الأدب والسياسة و الحضارة فضلاً عن كونها لغة الدين والعبادة.  لقد استطاعت اللغة العربية أن تستوعب الحضارات المختلفة؛ العربية، والفارسية، واليونانية، والهندية، المعاصرة لها في ذلك الوقت، و أن تجعل منها حضارة واحدة، عالمية المنزع، إنسانية الرؤية، وذلك لأول مرّة في التاريخ، ففي ظل القرآن الكريم أصبحت اللغة العربية لغة عالمية، واللغة الأم لبلاد كثيرة. إن أهمية اللغة العربية تنبع من نواحٍ عدّة؛ أهمها: ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي و القرآن الكريم، فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم و لتنزل بها الرسالة الخاتمة {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}، و من هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية و الإسلام، كما نجد تلك العلاقة على لسان العديد من العلماء ومنهم ابن تيمية حين قال: " معلوم أن تعلم العربية و تعليم العربية فرضٌ على الكفاية ".  وقال أيضا " إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب و السنة فرضٌ، و لا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلا به، فهو واجب "، ويقو الإمام الشافعي في معرض حديثه عن الابتداع في الدين " ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب "، وقال الحسن البصري - رحمه الله- في المبتدعة " أهلكتهم العجمة ".  كما تتجلى أهمية العربية في أنها المفتاح إلى الثقافة الإسلامية و العربية، ذلك أنها تتيح لمتعلمها الإطلاع على كم حضاري و فكري لأمّة تربّعت على عرش الدنيا عدّة قرون،وخلّفت إرثاً حضارياً ضخما في مختلف الفنون و شتى العلوم.  وتنبع أهمية العربية في أنها من أقوى الروابط و الصلات بين المسلمين، ذلك أن اللغة من أهم مقوّمات الوحدة بين المجتمعات. وقد دأبت الأمة منذ القدم على الحرص على تعليم لغتها و نشرها للراغبين فيها على اختلاف أجناسهم و ألوانهم وما زالت، فالعربية لم تعد لغة خاصة بالعرب وحدهم، بل أضحت لغة عالمية يطلبها ملايين المسلمين في العالم اليوم لارتباطها بدينهم و ثقافتهم الإسلامية، كما أننا نشهد رغبة في تعلم اللغة من غير المسلمين للتواصل مع أهل اللغة من جانب و للتواصل مع التراث العربي و الإسلامي من جهة أخرى.  إن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يعد مجالاً خصباً؛ لكثرة الطلب على اللغة من جانب، ولقلّة الجهود المبذولة في هذا الميدان من جانب آخر، و قد سعت العديد من المؤسسات الرسمية و الهيئات التعليمة إلى تقديم شيء في هذا الميدان إلا أن الطلب على اللغة العربية لا يمكن مقارنته بالجهود المبذولة، فمهما قدّمت الجامعات في الدول العربية و المنظمات الرسمية من جهد يظل بحاجة إلى المزيد و المزيد.  ومن هنا شَرُفَت العربية للجميع بأن تكون لبنة في هذا الجهد المبذول لخدمة هذه اللغة المباركة.